ان أبي يدعوك !!!
بقلم / ماجد دهيم
عندما أخوض في الكلام الذي يعلو ولا يعلى عليه -آيات الذكر الحكيم - وأصل إلى سورة القصص وتحديدا قوله تعالى
(ان أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) فأنني أقف عندها كثيرا وأعيد قراءتها أكثر من مره متخيلا مشهد هذه المرأة مع نبي الله موسى عليه السلام عندما وجدها هي وأختها يريدين من يساعدهن و يسقي لهن فلم يتردد من خدمتهن وسقى لهن ولم يتخذها فرصه عليه السلام لكي يربط علاقات عاطفيه ويعطيهن رقم تلفونه وعنوانه ولم يخوض معهن في حديث اللهو والرومانسيات لكنه سقى لهن وتولى الى الظل قائلا ( رب اني لما انزلت الي من خير فقير )
احداهن أعجبت به لكنها لم تصارحه بكلمة أحبك هذه الكلمه التي خربت بيوت لانها تستخدم هذه الايام للأسف الشديد في أصطياد الفرائيس البشريه
هذه الفتاه لم تبعث لنبي الله موسى عليه السلام رسالة غراميه تشرح له أعجابها به !! لم تتزين بكامل زينتها وتحدد معه موعد للقاء الغرامي لكي يصف كل منهما الاخر بكلمات كاذبه !! كلام يزينه عدو الله ابليس لأنه يعرف أن وراءه ذنوب ومعاصي وخاتمة سوء والعياذ بالله
هذه الفتاه التي تربت تربيه صحيحه في بيئة متدينه تحترم نفسها وتنشئ جيلا صالحا يخاف الله ويخشى عذابه كان ردها على نبي الله موسى رد مؤدب وعلى قدر سؤاله لها (قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاه وأبونا شيخ كبير)
بعد هذه الخدمه الانسانيه من موسى رجعت هي وأختها الى المنزل دون أن تتفلسف مع من قدم لهن الخدمه بكلام معسول وبميوع أنثوي فاتن !!
لكنها.. عادت الى منزلها أخبرت والدها عن هذ الرجل الذي تظهر عليه ملامح الامانه والقوه والخلق الرفيع
ولأن والدها شيخ كبير لا يستطيع الذهاب الى موسى أرسل أحداهن اليه لتطلب منه مقابلة أبيها فذهبت اليه تمشي على استحياء!! وهنا نضع خط تحت كلمة استحياء فأننا نرى هذه الايام بعض الفتيات لا يحملن مثقال ذرة من حياء – تتكلم مع الرجال في حديث ليس له أي أهميه وتتميع في كلامها من باب تحرر المراه وأنها انسانه متحضره تواكب العصر وهي لا تعلم أو بالاصح تتجاهل أن أجمل ما في المرأه حياؤها!!
وصلت هذه الفتاه الى موسى عليه السلام تمشي على استحياء لم تقول له أنا معجبه بك وقد أخبرت والدي عنك - تعالى لكي تتزوجني – حاشاها - بل جاءت اليه بتكليف من والدها وبصفة رسميه وكلام رسمي قائلة له بكل ادب (ان أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )
أي ياموسى لا تفهمني غلط المسأله مسألة مكافأه لما قدمته من خدمه لنا ماهي هذه المكافأه ؟ لست أدري!! قد تكون ماديه أو معنويه المهم أن ابي يريد أن يرد لك الجميل
وبعد أن وصل منزلهما وتعرف والدها على شخصية موسى عليه السلام واستمع الى قصته شاركت المرأة الصالحه برأي مؤدب فهي لم تقول
(أنا حبيته يا أبي !! اذا لم تزوجني به سأنتحر !! )
بل طرحت رأيها فيما لا حظته في هذا الرجل وقالت
( يا أبتي أستئجره ان خير من استئجرت القوي الامين)
ولكم أن تتخيلوا القصه من بدايتها لم يتبين من خلال كلام هذه المرأه أن ذكرت كلمة حب أو زواج وان كانت معجبة فحياؤها لا يسمح لها أن تقول ما يقال هذه الايام من قبل فتيات وضعن حياؤهن في سلة المهملات
ثم جاءت المكافأه على لسان والد الفتاه ذلك الشيخ الذي أعجب بموسى عليه السلام بعد أن تحاور معه وعرض عليه أن يزوجه ابنته ولكن من حق هذا الشيخ ان يطمئن على ابنته ويتعرف على هذا الشاب أكثر وأكثر وأن لا يدع ابنته تذهب مع رجل لم يعرفه حق المعرفه لكنه طلب من هذا الشاب أن يشتغل لديه ثمان سنوات كما وضحت الايه الكريمه(اني اريد أن أنكحك احدى ابنتي هاتين على ان تأجرني ثمان حجج ..الخ)
أتمنى من كل شاب وشابه الوقوف مع هذه القصه بتمعن ولتكن قراءتهم لهذه الايات المباركه التي صورت هذا المشهد تصويرا سينمائيا اسلامي واخراج في غاية الروعه – فقط يحتاج منا الى متابعة هذا المشهد العظيم بكل جوارحنا لنتعلم جميعا معنى الحياه الحلوه !!
__________________
بورك فيكم